

عبادة الذكر شرطها الاكثار لا ينفع معها القليل قال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا *وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا" الاحزاب،42،41". لماذا اقترن الذكر في القرآن الكريم بالكثرة؟ لان الذكر من ضد النسيان،والمذكور هو الله تعالى رب الارباب وواهب القوى والقدرة،العظيم الجليل،ولا يليق بالعظيم الجليل ان يذكر بعض الوقت ويُنسى معظم الوقت، ولهذا فإن من معاني التقوى لله ان يذكر فلا ينسى ،وان يشكر فلا يُجحد ،وان يطاع فلا يُعصى. ومن عظيم فوائد الذكر ان الله قرنه في الثبات في المعارك لما فيه من لجوء الى الله والاستعانة به قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"(الانفال 45) وقال تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا"الاحزاب 21" وقال تعالى: الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا"الاحزاب35" وقد جاء في الحديث انه صلى الله عليه وسلم قال"يقول الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ هم خير منهم وإن تقرب مني شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش بهذا الإسناد ولم يذكر وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا يبين الحديث انك ايها العبد ما دمت تذكر الله فان الله يكون معك ما اعظم هذا الشرف الذي شرفك الله به ايها الذاكر شرف لقائك مع ربك ومعيتك لله عز وجل. ولقد عاب الله قلة الذكر على المنافقين قال تعالى:"لا يذكرون الله الا قليلا" النساء142"اي انهم يذكرون الله لكن قليل وفي اوقات محددة