بسم الله الرحمن الرحيم
ليس بالضرورة
* ليس بالضرورة من يكون لك رأي في كل نازلة، أو مسألة، أو مشكلة.
* وإذا كان لك رأي في شيء من ذلك فليس بالضرورة من تبديه، وإذا أردت إبداءه فليس بالضرورة من تبديه لكل أحد أو في كل مناسبة.
* وإذا أبديته فليس بالضرورة من تتشنج في إبدائه، أو تتعصب له، أو تظن أنه حق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
* وإذا خالفك الرأي أحد من الناس فليس بالضرورة من يكون ذلك المخالف عدواً، أو متربصاً، أو حاسداً.
* وليس بالضرورة إذا انتقدت أحداً من الناس من تسعى إلى تجريحه، وإسقاطه، والإساءة إليه، وتجريده من كل حسنة.
*وليس بالضرورة إذا اختلفت مع أحد من تعاديه، وتدعو إلى عداوته، وتشهر به قدر ما تستطيع.
* وليس بالضرورة إذا كان بينك وبين أحد من الناس خصومة من تنقل هذه الخصومة إلى كل من يتصل به أمرك حاملاً شعار: (معي أو ضدي).
بل يكفي من تنحصر الخصومة بين أصحابها قدر المستطاع.
* وليس بالضرورة إذا تكلمت، أو داخلت، أو أبديت وجهة نظر من تتزيد بالكلام، فتثقل على السامعين أو الحاضرين دون مسوغ لذلك طالما من الغاية من الكلام تحققت، ولأن يقال: (ليته واصلَ خيرٌ من من يقال: ليته سكت).
ولو أخذ هذا الشعار حظه من نفوس كثيرين لسلمنا من تخمة التكرار والإثقال، وصداع الإطالة، والإملال.
* وليس بالضرورة من تكون المتصدر في كل مجلس، السابق لكل حديث، ولو بلغت ما بلغت من العلم والثقافة، فليس كل جو جوك، ولا كل يوم يومك.
* وليس بالضرورة إذا قصرت في يوم ما، أو قصرت في حق أحد ممن لهم حق عليك من تجعل ذلك التقصير ذريعة لاستمراء التقصير، وترك الإحسان.
* وليس بالضرورة إذا كرهت أحداً من تخبره بذلك بحجة أنك صريح، بل الحكمة تقتضي من تحتفظ بذلك لنفسك، ف{عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً}.