في حب الله
اجعل حب الله منتهى غايتك و نورًا
لقلبك وتقرب إليه
إن حب الله لا يُستجلب إلا بمتابعة منهجه الذي ورد ذكره في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ، فإن اتباع هذا المنهج هو الذي يوصل إلى محبته تعالى :
"لأن حقيقة المحبة لا تتم إلا بموالاة المحبوب ، وهي موافقته في ما يُحب ويُبغض ما يبغض ، والله يحب الإيمان والتقوى ويبغض الكفر والفسوق والعصيان " طب القلوب، ابن تيمية ، ص183.
والوصول إلى محبة الله عز وجل يستوجب أيضاً
أن يترافق حب العبد لله مع حبه لرسوله
عليه الصلاة والسلام ،
قال تعالى :
" قل إن كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله " آل عمران ، 31.
تقرب إلى الله بالنوافل والعمل الصالح الذى يرضيه
فقد قال عز وجل في الحديث القدسي
" ولا يزال عبدي
يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت
سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به " رواه البخاري .
واعلم أن أول فائدة تعود على المؤمن الذي يحبه الله عز وجل هي أن يجعله من عباده المخلصين ، فيصرف بذلك عنه السوء والفحشاء ، قال تعالى :
" كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين " يوسف : 24.
قد جاء في صحيح مسلم تعليقاً على قوله تعالى :
" إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودّاً " مريم ، 96.
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في هذه الآية : " إذا أحب الله عبداً نادى جبريل : إني احببت فلاناً فأحبه فينادي في السماء ثم ينزل له المحبة في أهل الأرض "
ومن فوائد حب الله عز وجل التي يجنبها المؤمن في الآخرة غفران الذنوب ، لقوله تعالى :
" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم " آل عمران ، 31
ومنها الفوز والنجاة من عذاب يوم القيامة ، يروى انه سئل بعض العلماء أين تجد في القرآن ان الحبيب لا يعذب حبيبه ؟
فقال في قوله تعالى :
" وَقَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ " المائدة ، 18.
اللهم اجعلنا من الذين سرحت أرواحهم في دار العلى وحطت قلوبهم في غاية التقى