[frame="7 80"]
لا تكاد تجد أسرة من الأسر تخلو من وجود الشقاق بين أفرادها
وإن كان بعض الشقاق مخفيا ولا يبدو على السطح لحرص العائلة على التكاتف فلا تحب ظهور الخلاف بينهم ,
ولكنه يبدوا واضحا
من نبرة الصوت
وحدة النظر بين بعضهم البعض
ويبدو ذلك خفيا على الغرباء عن تلك الأسرة ولكن ما أن يطمئن لك أحد أفراد تلك الأسرة حتى يبدأ بسرد بعض الخلافات الموجودة وذلك مما يدعو للقلق من هذا التفرق والشقاق المنتشر بين الأقارب ,
ولهذا الشقاق أسباب كثيرة ومتنوعة تتشعب حينا وتخف في أحيان كثيرة ,
وبعض الانشقاقات في صفوف العائلة تأخذ منحى خطير حيث يتكون حول هذه الانشقاقات تحزبات جماعية ,
فتتكون مجموعات ضد مجموعات أخرى وكل فرقة تريد أن تنتصر على الحزب الأخر وكأنها حروب ناشبة بين الطرفين وقد ضرب لها الشيطان جذورا لتتعمق وتكبر بين الأقارب .
فأحيانا تجد أبناء الأم الواحدة منشقين إلى صفين متحاربين أو أكثر , فمنهم من يكون في صف الأم والأخر يعمل في مواجهتها وتستمر هذه الصراعات حتى تتقطع أواصر القرابة وتنتشر القطيعة وتسود الكراهية بين الإخوان والأخوات وهم على ذلك من سنين طويلة وقد يعجز في إصلاح ذات بينهم الأخيار من الناس , وغالبا يدور سبب الخلاف إما على دنيا هزيلة يتنافسون عليها
وهناك أسباب واضحة تجلب قطيعة الرحم وتكرس البعد بين الأقارب سنذكر بعضها لعلنا نتقيها :
• الكبر من الأمور الكبيرة التي تتسبب في القطيعة بين الأقارب , فبعض الناس يرى أن له مكانة اجتماعية عالية بين الناس بسبب كثرة أمواله وسعة تجارته فيصور له الشيطان أن مكانته الاجتماعية لا تليق بمستوى أقاربه البسيطين فيترفع بنفسه عن مجالستهم ولقائهم ويزدريهم بسبب الكبر الذي أحدثته التجارة أو المنصب في نفسه , فلا يحب لقائهم ولا الجلوس معهم ويتجنب دعوتهم في منزله أو في مناسباته الخاصة , فتحدث هذه التصرفات تباعدا بين النفوس وقطيعة لما يرونه من كبر في هذا الرجل وتعالي عنهم...........
.الاشتغال بالدنيا إن كانت تجارة أو عملا في شركة أو غيره من أعمال الدنيا حيث يعطي عمله جل وقته ولا يلتفت إلى شيء أخر حتى تدور السنين وهو منقطع عنهم بحجة العمل ومشاغل العمل ويتناسى أن له رحما كان يجب أن يصلها وأن يرتب الوقت المناسب لزيارتهم وأن يتفقد أحوالهم وأن يزور مريضهم ويحضر أعيادهم وأفراحهم , فهذا الصنف من الناس ليس في قلبه كبر ولكنه قد أنشغل بعمله عن مواصلة أقاربه وانكفأ على نفسه حتى ظن الناس أنه يتعمد في تجنبهم وإقصائهم فتركوه , فهناك من يعمل في بعض الوظائف من الساعة السادسة صباحا حتى الثامنة مساء وربما أكثر من ذلك , فحتى أهله في المنزل هو في شبه قطيعة معهم لكثرة انشغاله المتواصل
.لغيبة والنميمة التي تقع بكثرة بين الأقارب حتى تتوسع وتصل إلى مستوى المناوشات الكلامية والألفاظ النابية حتى تصل الأمور إلى العداوة والمقاطعة بسبب تصديق كل ما يبث وينقل عن طريق النمامين , فبسببهم صارت في نفوسهم عداوات وكراهية
عداوة بعض الزوجات لأقارب الزوج حتى تبدأ في محاربة أهل زوجها والانعزال بأبنائها عن باقي الأسرة فتقع القطيعة التي يتربى عليها الأطفال سنين عديدة ويصعب بعدها إصلاح ما أفسدته الزوجة من قطيعة في تلك السنين , وتنسى الزوجة أنها تأسس لأجيال جديدة تحمل معها القطيعة والكراهية وسيبغضون ما تبغضه أمهم بسبب ما تربوا عليه من قطيعة حيث يرون الفرقة بينهم وبين أهل أبيهم.
• المزح الثقيل الذي ينفر الناس عن بعض وخاصة في المجالس الكبيرة وفي دعوات الولائم والمناسبات العائلية الكبيرة , حيث تكون هذه التصرفات غير مقبولة عند كثير من الناس فلذلك تجد كثير من الناس لا يحضر دعوة يتواجد فيها هؤلاء الناس الثقلاء خوفا من التصادم معهم مما يؤدي إلى قطيعتهم والاعتذار عن حضور مناسباتهم , ولا تخلوا أسرة من هؤلاء الثقلاء ويظنون أنهم محبوبون لكثرة مزاحهم وكذبهم من أجل المزاح , وفي الحديث ( لا تكذب وإن كنت مازحا ) ونقصد بالمزح الثقيل هو أحراج الناس بذكر أشياء عن أخرين بمجمع من الناس والآخر لا يحب الجميع أن يطلعوا عليها .
فالقطيعة لها أسباب كثيرة وهذه من أبرزها وأكثرها انتشارا ولا بد من كل مصلح أن يتحسس أسباب القطيعة ويعرفها ليقوم بمعرفة أطراف الخلاف الذين تسببوا في هذه القطيعة ثم يقوم بحلها وفك عقدها من أجل أن تعود المياه إلى مجاريها وتصلح الأمور بين الأقارب

[/frame]