امور يجدر بنا تذكرها يوم العيد

[frame="2 80"]أمور يجدر بنا تذكرها يوم العيد
إن يوم عيد الفطر المبارك، هو اليوم الذي يتوج الله به شهر الصيام، ويفتتح به أشهر الحج إلى بيته الحرام، ويجزل فيه للصائمين والقائمين اGجر والجزاء واTكرام، إنه عيد تمتلئ به قلوب المؤمنين فرحاً وسروراً، وتنشرح به صدورهم لذة وحبوراً، يخرج الناس فيه لربهم حامدين ومعظمين ومكبرين، ولنعمته بإتمام الصيام والقيام مغتبطين وشاكرين، ولخيره وثوابه وأجره مؤملين وراجين، يسألون ربهم الكريم أن يتقبل أعمالهم، وأن يتجاوز عن سيئاتهم، وأن يعيد عليهم هذا العيد أعواماً عديدة وأزمنة مديدة على خير وطاعة لله الكريم>
وثمة أمور يجدر بنا أن تكون منا على بال وأن نتذكرها يوم العيد فينبغي أن نتذكر ونحن نعيش فرحة العيد إخواناً لنا اختارتهم المنية وأدركهم الموت فلم يشهدوا جمع العيد، فهم في قبورهم محتجزون وبأعمالهم مرتهنون وبما قدمت أيديهم في هذه الحياة مجزيون، وتيقنوا أنكم إلى ما صاروا إليه صائرون فهم السابقون وأنتم الbحقون فb تنسوهم من دعوة صالحة بأن يقل الله عثراتهم ويغفر زbتهم ويعلي دراجتهم ويجعل قبورهم رياضاً من رياض الجنة، اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين اللهم اغفر لهم وارحمهم وأكرم نزلهم ووسع مدخلهم>
وتذكروا وأنتم تعيشون فرحة العيد بصحة وعافية إخواناً لكم أقعدهم المرض وأعاقهم عن شهود جمع العيد فهم في المستشفيات راقدون وعلى اGسرة ممددون، منهم من أمضى الشهور الطويلة ومنهم من أمضى اGسابيع العديدة، ومنهم من b يُغْمَضُ له جفنٌ وb يَهْدَأُ له بال، في آbم متعبة وأوجاع مؤلمة، وهم يودون لو شاركوا إخوانهم فرحتهم، فاحمدوا الله على ما أنتم عليه من صحة وعافية وسbمة، وb تنسوهم من دعوة صالحة، أن يشفي مرضهم ويزيل بأسهم ويفرج همهم ويكشف كربهم، اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم رب الناس أذهب ما بهم من باس واشفهم أنت الشافي b شفاء إb شفاؤك شفاء b يغادر سقماً، وإن من أفضل اGعمال في يوم العيد وأكثرها نفعاً زيارتهم في أماكنهم ومواساتهم والدعاء لهم، روى اTمام أحمد وأبو داود عن عليٍّ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: ((إذا عاد الرجل أخاه المسلم مشى في خرافة الجنة حتى يجلس فإذا جلس غمرته الرحمة، فإن كان غدوة صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن كان مساء صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح))F1D>
وتذكروا وأنتم تعيشون فرحة العيد السعيد بأمن وأمان وراحة واطمئنان إخواناً لكم أهلكتهم الحروب وأرقتهم الخطوب وأقلقتهم الفتن وسلط عليهم العدو، فأريقت منهم الدماءُ، ورملت النساء، ويتم اGطفال، ونهبت اGموال، فاحمدوا الله على ما أنتم فيه من أمن وأمان، وb تنسوا أخوانكم أولئك من دعوة صالحة أن يُنَفِّسَ الله كربهم ويفرج همهم ويكبت عدوهم وينصرهم عليه، اللهم أعزّ اTسbم وأهله في كل مكان، اللهم أعز اTسbم والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وأجعل بلدنا هذا آمناً مطمئناً وسائر بbد المسلمين>
وتذكروا وأنتم تعيشون فرحة العيد السعيد بالحلل البهية والمbبس الجميلة إخواناً لكم أرقهم الفقر وعظمت فيهم الحاجة فمنهم من b يجد لباساً يواريه أو مسكناً يؤويه أو طعاماً يغذيه أو شراباً يرويه، بل منهم من مات في مجاعات مهلكة وقحط مفجع، فاحمدوا الله على ما أنتم فيه من نعمة، وb تنسوا إخوانكم هؤbء من دعوات صالحة أن يغني الله فقيرهم ويشبع جائعهم ويسد حاجتهم ويكشف فاقتهم ويقضي دينهم، اللهم أنت اGول فليس قبلك شيء، وأنت اBخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اللهم أقض عنهم الدين وأغنهم من الفقر، اللهم اكفهم بحbلك عن حرامك وأغنهم بفضلك عمن سواك، وb تنسوهم من مديد المساعدة لهم بمال أو لباس أو طعام أو لحاف أو نحو ذلك(( وَمَا تُقَدِّمُوا Gنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) Fالمزمل: 20D، (( وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ )) Fالبقرة: 215D>
وتذكروا وأنتم تعيشون فرحة العيد السعيد بإكمال الطاعة إخواناً لكم قيدتهم الذنوب وكبلتهم الخطايا فمضى المؤمنون المجدون في طاعة الله وتنافس الصالحون الناصحون في التقرب إليه وهؤbء في لهوهم وغيهم سادرون، وعن طاعة الله والتقرب إليه متقاعسون، وعلى المعاصي والخطايا واBثام مقيمون، تمر عليهم مواسم العبادة والمنافسة في فعل الخير فb يتحركون، فاحمدوا الله على ما أمدكم به من طاعة وما هداكم إليه من تقرب إلى مرضاته، وسلوه الثبات على اGمر والعزيمة على الرشد، وb تنسوا إخوانكم أولئك من دعوة صالحة بأن يهديهم الله إلى الخير وأن يردهم إلى الحق رداً جميbً، اللهم اهد ضال المسلمين وأرشد الحائرين وردهم إلى الحق رداً جميbً، اللهم وعاف المبتلين، وتب على العصاة والمذنبين>
-وتذكروا باجتماعكم يوم العيد يوم الجمع اGكبر حين تقومون يوم القيامة لرب العالمين حافية أقدامكم عارية أجسامكم شاخصة أبصاركم، يوم تنشر الدواوين وتنصب الموازيين ((يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34)وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35)وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36)لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ )) Fعبس: 34-37D، فأعدّوا لذلك اليوم عدته وتزودوا ما دمتم في دار العمل فإن خير الزاد التقوى>
اللهم آتي نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها وموbها ووفقنا لصالح اGعمال واGقوال واختم لنا بخير وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين>

من الموقع الرسمى للشيخ عبدالرزاق العباد حفظه الله
-----------[/frame]

أشكرك على المعلومات القيمة
فعيد الأضحى وعيد الفطر، موسمان عظيمان يحتاج المرء خلالهما من
الإعداد النفسي والروحي بما يتلاءم مع عظمتهما