[glow=#e1ff00]
الحكمة لها معنى أوسع بكثير من الذكاء،
وقد يكون الذكاء مجرد جزء منها.
[/glow]وقد يتمتع إنسان بذكاء خارق وعقل ممتاز،
ومع ذلك لا يكون حكيمًا في تصرفه.
ربما توجد عوائق تعطل عقله وذكاءه أثناء التصرف العملي.
ربما تطغي عليه شهوة معينة،
هي التي تقود تصرفاته،
فيخضع لها تمامًا،
ويتصرف تصرفات بعيدة عن الحكمة،
على الرغم من ذكائه الذي تكون الشهوة قد عطلته،
وتولت القيادة بدلًا منه!
أو قد يخضع لأعصاب تثور وتنفصل.
فيتصرف بأعصابه لا بذكائه، ولا يكون تصرفه حكيمًا!
أو قد يكون له ذكاء، ولكن تنقصه الخبرة أو المعرفة،
ونقصهما يجعل سلوكه غير حكيم.
فما هي إذن الحكمة، وفي أي شيء تتميز عن الذكاء؟
الذكاء مصدره العقل، وقد يكون الذكاء مجرد نشاط فكري سليم.
أما الحكمة فهي تنبع التفكير السليم بالتصرف الحسن في السلوك العملي.
وهي لا تعتمد على العقل فقط،
إنما تستفيد أيضًا من الخبرة ومن الإرشاد،
فالحكمة ليست هي مجرد المعرفة السليمة.
أو مجرد الفكر الصائب،
إنما هي تدخل في صميم الحياة العملية،
لتعبر عن وجودها بسلوك حسن...
فهي ليست مجرد معلومات نظرية أو عقلية،
وقد يكون الإنسان ذكيًا، يفكر أفكارًا سليمة.
ولكن تنقصه الدقة في التعبير،
لنقص معلوماته عن مدلول كل لفظ في دقة، فيخطئ في التعبير.
أما الإنسان الحكيم، فإنه يقول ما يقصده، ويقصد ما يقوله.
وهكذا تشمل الحكمة جودة التفكير، ودقة التعبير،
وسلامة التدبير.
وهنا نقول:
[glow=#ffaa00]
كل حكيم ذكي، ولكن لا يشترط أن يكون كل ذكي حكيمًا...

[/glow]