كارثة إن لم نقوم بمعالجتها
في زمن من الأزمان كان أبناء أمتنا يَعيشون في ارتقاء وكانت المجتمعات حين ذاك
آمنة غير مظطربة تمتاز بنفوس شامخة ساعية داعية لنصرة هذا الدين ..
فــ تكالب الأعداء يوماً فجهزوا جيوشاً معنوية ومادية عاثت في الأرض الفساد
فانساق الكثير وراءهم .. وتغير الحال وتبعثر ذلك الوعي الذي كان سمةً لهم..
فأصبحت مظاهر التغريب واقعاً نلتمسهُ في كل لحظة ..
حقاً قد لا أصدق ألهذا الحد ضلت الأفهام وتلعثمت الأقلام في تصوير
كارثة إن لم نقوم بمعالجتها سيصبح حالنا صورة
لايتحملها عقل ولا يتصورها خيال..؟!
لا أريد في هذا الطرح أن تُستجاش العواطف
ويستعاد لفترة قصيرة ود وحنين إلى ماضي رحل !!
نًريد أن نُبين المؤثرات ونوضح تلك الملابسات التي عصفت في حالنا..
سطوري القادمة ستكون عبارة عن مشهد أمامي عشتُ تفاصيل محاوره
وأنا في عيادة الطبيب...أنتظر إلى أن يحين دوري للدخول!!
فوجدت ثلاثة أمهات ..
الأولى: عندها طفلة يبلغ عمرها الخمسة أعوام
والثانية : عندها طفلة بنفس العمر أيضاً
والثالثة : عندها طفل عمره ثلاث سنوات
كانت الأولى والثانية : ترتدِيان ما يُسمى حجاب الموضة
والثالثة : إمراة منتقبة ولله الحمد
كانت الطفلتين تلعبان أمامنا و دار حوار بين الأمهات
فسألت أم الطفلة الأولى :
ما اسم ابنتك فأخبرتها :
إسمها ( لوجي)
وأنتِ ؟
قالت إسمها ( إنجي )
وفي أثناء حوارهما : جاءت الطفلة إنجي لأمها تُخبرها :
أماه لا أفهم ماتقول هذه !
وتؤشر على لوجي
فابتسمت أم لوجي وكأنها ستطير من الفرح والفخر فقالت نعم بنيتي لا تتحدث اللغة العربية إلا قليلا
لأنها في مدرسة أجنبية.!!!
وأنا أنظر وتملؤني الحسرة على الحال الذي وصلنا إليه
صرنا نفتخر أن أولادنا جُل حديثهم الرطانة !!!
بجانبي كانت تجلس أم الطفل ذو الثلاث سنوات ..
فقلت : الله المستعان
قالت لي إنك لستِ من هذا البلد ..
تحدثت معها
وسألتها ما اسم ولدكِ ؟
قالت إسمه صلاح الدين وكأن جوابها أعاد لي شيئا من السرور لكنه سرعان ماتبعثر!
نظرت إليها فوجدت الطفل في حالة يُرثى لها
لايوجد اهتمام في هندامه
بقايا طعام على ملابسة وملابس أمه ونقابها !!
وفقط يبكي وكل شيئ ينظر إليه يُريده والأم تلبي بلا ظوابط تُذكر!!
والله لجمني الصمت وأصبحت في حالة أصعب من التي كنتُ عليها..
أين معالم التربية؟!!
أين سمات المسلمة الحقيقة؟ في النظافة والترتيب !!
بل أين هي هويتنا ؟!
متى يفقه الجميع أننا الآن بحاجة إلى جيل يسمو بهذه الأمة !
بحاجة إلى الجيل الذي يحوز لقب الفاتح المجاهد الداعي !!
جيل يُعظم الله عز وجل في قلبه !!
متى ندرك أن الإسلام أعطى للمسلم ( سلام النفس , والبيت , والمجتمع)
همسة :قيل الطفل الإنساني هو من أطول الذين يَعيشون حياة الطفولة في عالم الأحياء عامة ..
ولما كانت وظيفة الإنسان هي أكبر وظيفة ودوره في الأرض أضخم دور
إمتدت طفولته في فترة أطول .. ليَحسُن إعداده وتَدريبه للمستقبل ..
نداء من قلب متألم إليكم أيها الأباء والأمهات:
لانريد أن تكون جفوة بينكم وبين تعاليم ديننا الحنيف
جفوة تُمزق القيم والأسس القيمة للتربية الإيمانية الحقيقة..
سئمنا سذاجة العقل التي جعلت النفوس لاتسعى إلا لراحتها ونيل شهواتها !
اللهم أعن الأباء والامهات على تربية أبنائهم تربية اسلامية عميقة ..
اللهم أهدِ شباب وفتيات هذه الأمة لما تحبه وترضاه..
مما قرأت..