[frame="2 80"]تصدق على فقراء الأخلاق
آذى رجل الإمام الشافعي عليه رحمة الله فقال له
" إن استطعت أن تغير خلقك بأفضل من هذا فافعل
وإلا فسيسعك من أخلاقنا ما ضاق عنا من خلقك "
فما أجمله من خُلق عندما تتصدق على فقراء الأخلاق
كــم قــابــلــنــا فــي الـحـيــاة
قلوبًا مختلفة
ألسنة مختلفة
قلوبًا أحبتنا وأحببناهم
وقلوبًا حملت لنا مشاعر الكره و الحسد
أمـــا الألــســنـــة
ألسنة سمعنا منها كل الخير
و ألسنة عانينا منهم
ألسنة سعت لتفسد علينا حياتنا
ألسنة أظهرت ما خبأت في قلوبها تجاههنا
فأساءت لنا بأقوالها و أفعالها
فمشت بالنميمة و الغيبة و السوء لنا و علينا
ألسنة تمنت زوال الخير عنا
و أمام هذه القلوب و الألسنة
نقف أحيانًا حائرين .. متألمين .. و متأملين لتصرفاتهم
ونـتــســـاءل ؟؟
لما هذه المعاملة السيئة ؟؟
لما هذ االحسد و الحقد و تمني السوء لنا ؟؟
لم اقلوبهم عميت و أبصارهم قد غطاها دخن سوء أخلاقهم ؟؟
فنجد أنفسنا أمام طريقين
طريق اتباع هوى النفس
أن نعاملهم بمعاملتهم .. ونملأ قلوبنا كره لهم ونحذو حذوهم و نصنع صنيعهم
أو طــريـــق الــتــصــدق ؟؟؟؟؟
فلنسلك جميعًا الطريق الثاني وهو التصدق على فقراء الأخلاق
فهؤلاء لو حسنت أخلاقهم .. لحسنت قلوبهم
وملأها الإيمان الصادق .. حب العفو والخير للغير و لما كان هذا فعلهم
و لكن لما وجدنا منهم ذلك فعلينا أن نلزم أنفسنا و قلوبنا الطريق الثاني ..
طريق النجاة و الفلاح بحول الله و قوته ..
( طريق التصدق عليهم)
فـنـكسـب نـحـن رضـا ربـنـــا
ونـحـافـظ بـه عـلــى قـلــوبـنـا
من أن تُلوث بالانشغـال بالـرد عليـهم والنظـر لأفعالهم والتألـم لفعلهـم وقولهـم
فـنـمـلأ قـلـوبـنـا بـالـعـفـو عـنـهـم
والـتـغــاضـي عـن سـوء أفـعـالـهــم
بـــل
والـتـصـدق عـلـيـهـم بـحـسـن فـعـلـنــا وأخـلاقـنــا
(( ولاتَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَاالَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ
عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) (فصلت:34)
فيا كل من قابل قلوبًا وألسنة أساءت إليه
تصدق على فقراء الأخلاق.
[/frame]