أخي القارء وأختي القارئة ...ما أعظم حلم الله علينا ....كم من علينا بنعمة قل له عليها شكرنا ..وكم من بليتنا ابتلانا بها قد قل عليها صبرنا
ومع هذا وذاك فهو حليم ستير ...يحب عبده ويدعوه ...يشكر اليسير من العمل ويغفر الكثير من الزلل عظيم جواد يحب الطائعين ....ويشتاق للمؤمنين ...ويتودد للعصاة والمذنبين ...سبحانك ...سبحانك ...سبحانك
لما حدثنا في كتابه عن ظالم وجبار هو وجنوده ...طغى في البلاد وأكثر فيها الفساد وتفرعن وبغى ...وقال انا ربكم الاعلى ...فصب عليه العزيز سوطا من عذاب ...لأن أخذه أليم شديد ... كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ{25} وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ{26} وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ{27} كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ{28} فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ{29}الدخان
يا الله لم تبك عليهم سماء ولا أرض ....لماذا ؟؟لأنهم خالفوا الفطرة وعصوا وما عصت السماء والارض
أخي أو تبكي السماء والارض ؟؟ نعم تبكي ...كيف ؟ ولمن ؟ وعلى من ؟ ولأجل ماذا ؟؟
تبك السماء والارض من أجلك أنت أيها الطائع ....تبك السماء والارض من أجلك أيتها المؤمنة الصادقة ...اسمع ...اسمعك الله كل خير ..
يبكي عليك موضعان .. موضع مصلاك وسجودك ...وموضع عروج عملك الصالح ...( اللهم اجعلنا منهم بكرمك) ...ذكر ابن جرير ان رجلا سأل حبر الامة ابن عباس فقال : قال له: يا أبا العباس رأيت قول الله تعالى :
"فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين "
فهل تبكي السماء والأرض على أحد ؟
فقال رضي الله عنه : نعم إنه ليس أحدٌ من الخلائق إلا وله باب في السماء منه ينزل رزقه ومنه يصعد عمله
فإذا مات المؤمن فأغلق بابه من السماء الذي كان يصعد به عمله وينزل منه رزقه فقد بكى عليه..
وإذا فقده مصلاه في الأرض التي كان يصلي فيها ويذكر الله عز وجل فيها بكت عليه.
قال ابن عباس : أن الأرض تبكي على المؤمن أربعين صباحاً .
فقلت له: أتبكي الأرض ؟
قال: أتعجب؟!!!
وما للأرض لا تبكي على عبد كان يعمرها بالركوع والسجود..
وما للسماء لا تبكي على عبد كان لتكبيره وتسبيحه فيها كدوي النحل..
يا الله ستبكي عليك الارض ان أخلصت الطاعة ...ستبكي عليك السماء ان ثبت على الاسلام ولو شعرت بالغربة
أخي ..وأختي حين تعمر مكانك وغرفتك ومصلاك في مسجدك بصلاة وذكر وتلاوة كتاب الله عز وجل فهي ستبكيعليك يوم تفارقها قريباً أوبعيدا..
فسيفقدك بيتك وغرفتك التي كنت تأوي إليها سنين عدداً ستفقدك عاجلاً أو آجلاً..
لذا كان كثير من علمائنا يصلي في أكثر من زاوية في المسجد ...حتى تشهد له
أخي القارء الارض نمشي عليها ...والسماء نتظلل بظلها ...الان سل نفسك هل سأنال هذه المرتبة السامية والدعوة الحانية والدمعة الصادقة
فهل تراها ستبكي علي عليك؟!!
اللهم لا تعذب لسانا قال عنك ....
ولا يدا خطت من أجلك ....
ولا عينا بكت من خشيتك ...
الاهي ان عذبتني فلا تعذبني جهرة بين خلقك ....
لا تفضلا لي ولكن سترا لحلمك ....
وحتى لا يقال عذب من دل عليه ....
[/frame]