همسة
الحمد لله حمدا كثيرا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه .... وأشهد ألا اله الا الله وحده لا شريك له ..شهادة عبده وابن عبده وابن أمته ومن لا غنى له طرفة عين عن رحمته ...لا اله الا الله عليها أسست الملة ..وأقيمت القبلة ...وجردت سيوف الجهاد ...وقام سوق الجنة والنار ...وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه ماأكرمه ...وما أحلمه
أخوك عيسى دعا ميتا فقام له ..............وأنت أحييت أجيالا من الرمم
لم يترك طريق خير إلا ودلنا عليه ولم يترك طريق شر الا وحذرنا منه ...
فاللهم اجز عنا رسولنا خير ما جزيت نبيا عن دعوته ورسالته ...اللهم إنا امنا به ولم نره ..فلا تفرق بيننا وبينه يوم نلقاك حتى تشفعه بنا انك أنت أهل الجود والكرم
يا رب ...يا رب ....يا رب
لبست ثوب الرجا والناس قد رقدوا (***) وقمت أشكو إلى مولاي مـا أجـد
فقلت يا أملي فـي كـل نائبـة (***) ومن عليه لكشف الضـر أعتمـد
أشكو إليك أمـورًا أنـت تعلمهـا (***) مالي على حملها صبرٌ ولا جلـدُ
وقد مددت يـدي بالـذل مبتهـلاً (***) إليك ياااااااااا خير من مُـدتْ إليـه يـد
فـلا تردَّنَّهـا يـا رب خائـبـةً (***) فبحر جودك يروي كل مـا يـردُ
يامن تقرأ هذه الكلمات ...واستوقفتك هذه العبارات ...تعال معي لأهمس بقلبي قبل قلبك ...وبأذني قبل اذنك ..هذه الكلمات ...تدبر معي هذه الايات ....وتأمل بهذه العبارات التي جاءت بهذا الكتب الخالد ...يقول أحكم الحاكمين (أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ }الجاثية21
آية تستوقف كل صاحب لب وقلب سليم ..." فذكر بالقران من يخاف وعيد "
هل تدبرتها ...هل تأملتها ؟؟؟؟ هل تحسست خطابها ...هل استوقفتك كما استوقفتني
يخاطب الباري خلقه ويخبرهم أن حياة الطائعين والابرار ليست ولن تكون كحياة العصاة والفجار ...أهذا فقط لا ..." وما كان ربك نسيا " ليست حياتهم كحياتهم في الدنيا ...ولا لحظة الموت للمؤمن كلحظتها للعاصي والظالم والمجرم ....
فهذا يختم له بروح وريحان ورب راض غير غضبان ...وبشرى بقوله " الا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون " ...أما ذاك الصنف جنبني الله واياك إياه عند تلك اللحظات ينادي ..."ما أغني عني ماليه " هلك السلطان وذهب الأحبة والحشم والخلان ...أين المال ...بل أين الجاه ..بل أين الملايين المملينة ..والكراسي الزائلة ....ذهب أثرها وبقي وزرها
العجب كل العجب من أذن عن كلام الله لاهية ...ومن عين تبكي لسماع الكليبات ...ومقاطع في المسلسلات ...والمدبلجات ....وتمر بالآية مر الكرام
وهي "مبكاة العابدين " نعم هي مبكية العابدين ...لم لا وقد وعتها القلوب الوجلة
أتدري لماذا ؟؟؟
لأن كل إنسان له جرح معين وإذا صادف آية معينة من القرآن الكريم سواء إشارة أو نعتاً لهذا الجرح؛ فإنها تثير شجوه وبكاءه، وخوفه من الله سبحانه وتعالى..... ولم لا وهو كلام الله ...فكل إنسان قد يتأثر ببعض الآيات؛ لأنها تمس هذا الأمر أكثر من غيره مما يهمه. هذه الآية: (( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ))، أشفق منها السلف .... حتى كان منهم من يصلي بها الليل كله لا يتجاوزها وسبب ذلك أنها آية محكمة، لم يدخلها نسخ..... اسمع عن أبي الضحاك عن مسروق قال: قال رجل من أهل مكة: هذا مقام تميم الداري -يعني: أشار إلى مكان معين-، لقد رأيته ذات ليلة قام حتى قرب أن يصبح يقرأ آية من كتاب الله ويركع ويسجد ويبكي، وهي قوله تعالى: (( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ )).....وهو من تميم الداري ..من أعلام الصحابة والمشهود لهم بالخيرية ...فماذا عسانا نقول ؟؟؟
قال بشير : بِتُّ عند الربيع بن خثيم ذات ليلة فقام يصلي فمر بهذه الآية فمكث ليله حتى أصبح لم يعدها لبكاء شديد. (لم يعدها) يعني: لم يتجاوزها إلى ما بعدها.....
وقال إبراهيم بن الأشعث : كثيراً ما رأيت الفضيل بن عياض يردد من أول الليل إلى آخره هذه الآية ونظيرها، ثم يقول: اسمع وانتبه يا من تقرأ هذه الكلمات ... ليت شعري من أي الفريقين أنا؟... ليت شعري من أي الفريقين أنا؟؟؟؟
فمن أي الفريقين أنا وأنت ...كنف نزكي النفس في الدنيا ونتمنى على الله الاماني ....
لكن هناك عنده يوم العرض هل ضمنت أن تكون من الابرار والصالحين ....؟
هو رجاء ودعاء لرب الارض والسماء في هذه الليلة الفضيلة أن يجعلنا جميعا وأباءنا وأمهاتنا وأهل بيتنا وذريتنا من صنف الخير وأصحاب اليمين
وأملنا بالله كبير مع قلة ذات اليد لكن العاقل من تأمل فاعتبر واتعظ ...وسعى في طريق الهداية لا الغواية
اللهم لا تعذب لسانا قال عنك ....
ولا عينا بكت من خشيتك ....
ولا صاحب قلم كتب عنك ابتغاء وجهك ...
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون