بسم الله الرحمن الرحيم
يمكن الإجابة بما يلي:
أولا
يفرق كثير من الناس –العامة منهم والخاصة- بين النبي والرسول بقولهم
الرسول مأمور بالتبليغ والنبي ليس مأمورا به
ورفض هذه التفرقة فريق من الناس بحجة
أنه لا يمكن عقلا أن يوحي الله تعالى إلى رجل بالنبوة
ثم لا يأمره بالتبليغ
حقق بعض العلماء هذه المسألة وخرجوا بالنتيجة الآتية
يمكن القول أن التفرقة بين النبي والرسول
جاءت على لسان الفراء ومجاهد في تفسيره
يقول الفراء
الرسول هو النبي المرسل
أما النبي هو الذي لم يرسل
جاء من بعدهم علماء آخرون أمثال البيهقي
وأرادوا شرح التفرقة بين النبي والرسول
-أقول: لعلهم تحرجوا نقل التفرقة كما هي دون إضافة-
فقالوا: بما أن مقتضى الرسالة هو التبليغ
وأن الرسول هو رجل مرسل
وأن النبي رجل لم يرسل
-حسب تعريف الفراء والبيهقي-
إذن الفرق بين النبي والرسول
الرسول مأمور بالتبليغ
والنبي غير مأمور بالتبليغ
بعد هذا التمهيد الموجز
يمكن أن نورد هذه الملاحظات
الملاحظة الأولى
إن من قال أن النبي لم يؤمر بالتبليغ
لم يقصد نفي التبليغ بالمطلق
لأن النبي عليه الصلاة والسلام
قد بين أن التبليغ واجب على كل نبي ورسول
يقول النبي عليه الصلاة والسلام
"لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على الخير"
الملاحظة الثانية
من قال أن الرسول مأمور بالتبليغ
قصد بذلك أنه يتميز برسالة لا يشترك معه فيها النبي
ومن قال أن النبي لم يؤمر بالتبليغ
قصد أن ينفي عنه ما تختص به منزلة الرسالة
ولم يقصد أن ينفي عنه مطلق التبليغ
-عذرا للإطناب-
تابع الملاحظة الثالثة في المشاركة اللاحقة