للعبرة
أستاذ أمريكي بعدما أنهى محاضرته لملم أغراضه ثم اتجه إلى ركن القاعة حيث يجلس عدد من الطلاب المسلمين ، رفع نظارته ووضعها على رأسه الذي كساه البياض ، جلس بجانب الطلاب ، و بنبرته الهادئة شرع يقول :
" قبل أن أبدأ حديثي أود أن أبين لكم أني لا أقصد عتابكم فيما سأقول ، فقط أسئلة تدور في رأسي أريد أن أجد لها جواباً.
فيما مضى ، وقبل عشرين سنة أو أكثر ، كان لدينا عدد من الطلاب المسلمين ، وأثناء إلقائي لمحاضراتي اعتدت على أن يرفع أحدهم يده ليؤشر لي كي يصلي ثم يقوم جميع الطلاب ويصلون معاً في آخر القاعة ، يفعلون ذلك في جميع المحاضرات دون أن يتجرأ أحد على منعهم ، بل وكثيراً ما أرى طلاباً من غيرهم مع الوقت ينضمون لهم.
فما الذي تغير الآن ؟ لماذا لم أعد أرى تلك الفئة من الناس ؟
أبدأ محاضرتي وأنهيها دون أن يرفع أحد منكم يده ، أهم مختلفون عنكم أم ماذا ؟
وأيضاً ، كثيراً ما يلفت انتباهي حجاب نسائكم ، بالأمس رأيت إحداهن تعدل من حجابهن فظهرت بطاقة ماركة عالمية معلق على حجابها ، لماذا .. و كيف ؟
هل أصبحت نساؤكم يتباهين بحجابات من الماركات العالمية ! السابقون منكم كانوا يخبروننا بأن النساء يرتدينه للستر والاحتشام ، ولكن يبدو أنه اليوم مدعاة للتفاخر بينكم !
أهم كان يخفون الحقيقة عنا أم أنكم أنتم مختلفون ، قالوا لي فيما مضى بأنهم مسلمون .. ألستم أنتم مسلمون كذلك ؟
أنا لا أقصد من حديثي شيء ، فقط أفهموني بما يدور ! أنا في حيرة من أمري .
تهاوت النظرات إلى الأرض .. فمن سيرفع رأسه ! ، غادر القاعة وكلماته تعصف بالأذهان .
نحنُ لا نحتاج إلى بعثة إلى أمريكا أو استراليا كي نثقف عقولنا ، نحنُ نحتاج إلى بعثة إلى القرآن الكريم .
كان هناك شاب ، والدته نائمة في المستشفى وأدخلت للعناية المركزة
في يوم من الأيام صارحه الأطباء بأن حال والدته ميؤوس منها. وأنها في أي لحظة [ تفارق الحياة ]
وحينها خرج من عند أمه هائما على وجهه. وفي طريق عودته لزيارة والدته مرة أخرى وقف في محطة البنزين
وهو ينتظر العامل ليضع البنزين في سيارته رأى تحت قطعة الكرتون قطة قد ولدت قططا صغاراً وهم لا يستطيعون المشي
فتساءل من يأتي لهم بالطعام وهم في هذه الحال. فدخل للبقالة واشترى علبة تونة وفتح العلبة ووضعها للقطط الصغار وانصرف للمستشفى وعندما وصل إلى العناية مكان تنويم أمه لم يجدها على السرير فوقع ما بيده فاسترجع وسأل الممرضة: أين أمي ؟؟
فقالت: تحسنت حالتها فأخرجناها للغرفة المجاورة
فذهب إليها فوجدها قد أفاقت من غيبوبتها
فسلم عليها وسألها فقالت : أنها رأت وهى مغمى عليها قطة وأولادها رافعين أيديهم [ يدعون الله لها ]
(' فسبحان من وسعت رحمته كل شيء وسبحان الله دافع البلاء ، داووا مرضاكم بالصدقة ')
[فالرسول صل الله عليه وآله وسلم أوصانا بالصدقة حيث أن الصدقة تطفئ غضب الرب ]
حكمة اليوم
سئل أحد الشيوخ عن أجمل حكمة قراها في حياته فقال: في كتابه (صيد الخاطر) لقد قرأت لأكثر من سبعين عاما فما وجدت حكمة أجمل من تلك التي رواها ابن الجوزي رحمه الله حيث يقول :
«إن مشقة الطاعة تذهب ويبقى ثوابها وان لذة المعاصي تذهب ويبقى عقابها» كُـن مع الله و لا تُـبالي، ومُـدّ يديك إليه في ظُـلُـمات اللّـيالي، قُـل : يا رب ما طابت الدّنيا إلاّ بذكرك، و لا الآخرة إلاّ بعفوك، ولا الجنّـة إلاّ برُؤيتك.. اللهم آمين ... مهما اختفت من حياتك أمور ظننت أنها سبب سعادتك! تأكد أن الله صرفها عنك قبل أن تكون سبباً في تعاستك صافح وسامح .. ودع الخلق للخالق ..{فأنت} و{هم} و{نحن} راحلون ..... أفعل الخير مهما استصغرته فلا تدري أي حسنة تدخلك الجنة.