بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني الكرام في هذا المنتدى الرائع بتواجد كل الرائعين الذين ينتمون للتربية و التعليم قولا وعملا و يتمثلونه سلوكا ,, لا شعارات تطلق و لا كتابات تنسب لغير أصحابها أن شرف المهنة و أمانة العمل فضلا عن الخلق الإسلامي يدعونا لنقول كلمة الحق و ننسب الفضل لأهله فضلا عن نقله و تقليد عنقنا بها وترا أو شفعا دون الإشارة لمصدر النقل و اسم الكاتب الصريح و موقعه ,, إنها الامانة التي نسير في ضياعها و تضييعها بكوننا القدوة التي تنير طريق أبنائنا
أخواني المعلمين والمشرفين :
سندخل وأياكم بحوار شيق يلفت انتباه الطرفين ( المشرفين والمعلمين) إلى عدم الغرور و التعالي و يدعوهم إلى العمل المتكامل و الابتعاد عن تبادل التهم...... و التفاضل لا يكون إلا بكمية المعرفة و الثقافة التربوية و المعرفة و فن التواصل و توصيل المعلومة من المشرف إلى المعلم و من المعلم إلى المتعلم و هو بيت القصيد إذا أراد سيدي المعلم أن لا يزعجه مدير أو مشرف فعليه بالتسلح بما جاء في المناهج و الوثائق المرافقة و الأدلة و أن يدرسها دراسة واعية رغم ضحالتها لأنها المعين الذي يعتمد عليه كل عامل في حقل التربية و أن يجالس كل جديد في ميدان التربية داخليا و خارجيا و على المدير و المشرف أيضا أن يسلكا نفس المنهج كي تتكامل المعارف و تتظافر الجهود. و أن نبتعد قدر الامكان عن تبادل التهم و أن نتصرف كرجالات تربية.....
حـــوار بين مشرف ومعلم
المشرف التربوي للمعلم :أنت معلم فاشل تهرب من الميدان !
بهذه المقولة بدأ المشرف هجومه على المعلم بعد تسجيل زيارة إشرافية لم تكن متوقعة للمعلم حيث سجل فيها عددا من الملاحظات خلال الزيارة الصفية ومن ثم بدأ الجدل وهذا الحوار بينهما
المعلم : انا لست فاشلا .. وانما هذه أساليبكم للنيل من المعلم بحجة توجيه النقد وترصد الأخطاء .. للتخلص والخلاص .
المشرف التربوي : لا تعمم .. فمصيبتنا في تعميم الأحكام .. والميدان التربوي غني بالكفاءات .
المعلم : اتفق معك .. فالتعميم مبدأ خاطئ .. لكنهم الأكثر .. والفرق بين المعلم والمشرف ليس فرقاً في الذكاء وإنما هو فرق في الفرص المتاحة فالوصول للمنصب " الإشرافي " بوابته " العلاقات " ولا علاقة له " بالكفاءات "
المشرف التربوي : هم صفوة الصفوة .. والفروق الفردية تصنع الفرق بين المعلم والمشرف التربوي
المعلم : جلّهم صفوة الغفوة .. ونتاج العلاقة والمعرفة .
المشرف التربوي : هم قادة الميدان التربوي .. رُوّاد التخطيط .. أعمالهم شاقة .. ومهامهم متعددة .. وأعباؤهم عديدة
المعلم : العمل الشاقي .. يُشقي .. لكنه يحيي .. والبطالة المقنعة تريح لكنها تميت ..
فالأول وضع صريح للمعلم .. والأخر حقيقة واضحة للمشرف، وهل تتوقف رسالة التعليم إذا لم يكن هناك هذا المشرف؟
المشرف التربوي : يكفيهم التعامل الحسن .. والتوجيه بالحسنى .. ونشر ثقافة العمل بروح الفريق الواحد .
المعلم : الدكتاتورية تعني إلغاء ملايين العقول والاكتفاء بعقل واحدٍ . فهل رأيت مشرفاً تقبّل نقداً من معلم ؟
وهل رأيت مشرفاً رصد الإيجابيات , وتجاهل الهفوات , وساهم في علاج السلبيات مع علمه أن المعلم بشر معرض للصواب وللخطأ؟
هل يعي السيد المشرف أنه بعيد عن الواقع بما يقدمه من نظريات ،هي محض كلام وطلبات
لو عاد هو معلما فهل يطبقها؟
المشرف التربوي : " بعد أن خرج عن هدوئه " قد تجنيت عليهم لأنهم يفوقونك !!
المعلم : كل إنسان تقابله أو تصادفه يفوقك بطريقة أو بأخرى .. قد تعلمت انطلاقاً من ذلك .
المشرف التربوي : متى تفهم أن المشرف يقوم بعملٍ وقائي بنائي إبداعي ؟!
المعلم : يكون عمله وقائياً : عندما يعتقد المشرف أن مهمته منع وقوع المعلم في الخطأ .. لا تحيُّن الفرصة لذلك .
ويكون عمله بنائياً : عندما يرى أن مهمته تعني أن يأخذ الصواب مكانه ليصبح جزءاً من قدرات المعلم ومهاراته .. لا فرض رأيه ومصادرة آراء غيره .
ويكون عمله إبداعياً : عندما يُنتج الأحسن ويُقدّم الأفضل .. لا أن ينتظر أن يُقدّم له ذلك .
المشرف التربوي : ماذا يريد المعلم من المشرف ؟ باختصار !
المعلم : ــ يريد أن يعامله كصديق يحتاج إلى المساعدة لا السيطرة وتصيّد الأخطاء .. وإجبار المعلم على الطاعة العمياء !
ــ يريد أن يكون المشرف مؤهلاً تأهيلاً علمياً تربوياً ثقافياً لا أن يكون حقيبةً للقرارات وتنفيذ التعليمات !!
المشرف التربوي : سنترك التعليق للقارئ الكريم .. فهو حكم بيننا .
المعلم : حسناً قلت .. ورأيك صواب .. وها نحن ننتظر الرد .
رد.....
لقد ولى زمن المفتش المتسلط والديكتاتوري ، وجاء زمن المشرف الديمقراطي الذي يشارك معلمه في كل مايهم التلميذ قصد الوصول الى أنجع السبل المؤدية للتحصيل الجيد ، جاء زمن المشرف رفيق المعلم وذهب زمن المفتش المراقب.
حقا فهذا الامر و إن عبر فإنما يعبر إلى ما وصلت اليها الحال عندنا في التعليم و من يشرفون على التعليم .
فليس كل المفتشون سواسية في تعاملهم مع من يشرفون عليهم و كذلك المعلمون .
فإن كان هم كل من المشرف و المعلم هو التلميذ كانت العلاقة بينهما علاقة سلام و حب و تعاون و خير لهذه المدرسة أو تلك و هذا ما ارجوه أن يتحقق بين المفتش و المعلم .
وإن كان غير ذلك من استغلال المشرف لمنصبه و حبه الاستعلاء و التكبر و عدم قبوله للحوار و لا تفهمه للمشاكل التي يتخبط فيها المعلم و التي هو يعلمها فهو قبل أن يكون مفتشا فقد كان معلما هذا من جهة المشرف أما من جهة المعلمين فإن كانوا مهملين لتلاميذهم ( أعمالهم ) أو يحبون التسلط على غيرهم لتكبرهم أو لأن لهم معارف مع من لهم سلطة على المشرف او يحبون الخضوع لهم ويحابونهم من أجل التهرب من مسؤولياتهم فإن وجد هؤلاء - أي المشرف و المعلم المتكبرين - في مقاطعة ما فاقرأ على التعليم في تلك المنطقة الفاتحة و ترحم عليه و ادعو الله أن يتغير هؤلاء القوم لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم و يعودوا إلى جادة الصواب .
وحسب رأيي فان هذا الحوار الذي دار بين المعلم ومشرفه يحمل رسالة مزدوجة للطرفين :المعلم و المشرف.حيث يقدم لنا مثالا للشخصية الحقيقية التي يجب ان يكون عليها الاول .وفي الوقت ذاته يوجه نقدا بناء للثاني وتنبيههه لحقيقة الرسالة التي يجب ان يضطلع بها ولا يحيد عنها .
ليت كل المعلمين كهذا المعلم ، و ليت كل المشرفين كهذا المشرف أيضا!
دمتم أحبائي وأخواني بكل الود والاحترام.....أخوكم :محمد قبها