رابعاً : ترسيخ المفاهيم وربطها :
أ/ البعد عن المشتتات أثناء العرض :
روى البخــــــاري وأحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : بينما النبي r في مجلس يحدث القوم ، جاءه أعرابي ، فقال : متى الساعة ؟ فمضى رسول رسول الله r يحدث ، فقال بعض القوم : سمع ما قال فكره ما قال ، وقال بعضهم : بل لم بسمع حتى إذا قضى حديثه قال : أين أراه السائل عن الساعة ، قال : ها أنا يا رسول الله قال : " فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة … "
ب/ الربط بين المواقف التعليمية :
ما رواه الشيخان عن أنس رضي الله عنه : أن النبي rكان مع أصحابه يوماً وإذا بامرأة من السبي تبحث عن ولدها ، فلما وجدته ضمته ، فقال r : " أترون هذه طارحة ولدها في النار " قالوا : لا ، قال : " والله لا يلقي حبيبه في النار "
ج/ الحث على المراجعة والحفظ :
روى البخاري ومسلم قوله rقوله : " تعاهدوا القرآن ، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها " .
خامساً : مراعاة الجوانب النفسية والتربوية للمتعلم :
أ /مراعاة بيئة المتعلم :
عن أنس بن مالك قال : " بينما نحن في المسجد مع رسول الله rإذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد ، فقال أصحاب رسول الله r: مه مه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تزر موه [7]، دعوه " فتركوه حتى بال : ثم أن رسول الله r دعاه فقال له : " إن هذه المساجد لا تصلح لشيء مثل هذا البول والقذر ، إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن " أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فأمر رجلاً من القوم فجاء بدلوا من ماء فشنه عليه "( مسام 100/285 )
ويستنتج من الحديث مراعاة النبي rلصحة المتعلم وبيئته ورحمته به ، واستخدام الرفق ، وقصره على أخف الضررين لأنه لو زجر الأعرابي لتحرك من مكانه في تلك الأثناء فلربما انتشر الأذى في أجزاء المسجد .
يرى ابن جماعة أن المربي يجب أن " يستعلم أسمائهم وأنسابهم وموطنهم وأحوالهم " لأن ذلك ادعى لفهمهم وفهم البيئة التي ينتمون إليها ، ليتمكن من توجيههم الوجهة الصحيحة [8].
ب / تجنب إحراج المتعلم :
وذلك بالابتعاد عن سؤال المتعلم عن أمر خاص لا يود أن يطلع عليه أحداً من الناس . يقول تعالى : " يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤ كم " ( المائدة ـ 101) .
جـ / مخاطبة المتعلمين بأحب أسمائهم واستخدام الكنى :
عن عائشة رضي الله عنها قالت : " كان رسول الله r يكني أصحابه ، إكراماً لهم "( مسلم 1/271)
د / احترام المتعلمين ومراعاة مشاعرهم :
يقول ابن عباس رضي الله عنهما : " أعز الناس علىًَّ جليسي الذي يتخطى الناس إليَّ ، أما والله إن الذباب يقع عليه فيشق علي " ، وقال الأحنف بن قيس : " لو جلست إلى مائة لأحببت أن التمس رضا كل واحد منهم " (بهجة المجالس 1/45 )
هـ / مراعاة الفروق الفردية و القدرات :
قال r: " نحن معاشر الأنبياء أمرنا أن ننزل منازلهم ، ونكلمهم على قدر عقولهم ) ، وعن علي بن أبي طالب قال : "حدثوا الناس بما يعرفون ، أتحبون أن يكذّب الله ورسوله " ( البخاري ج1 /225) ، وعن عبد الله بن مسعود قال : " ما أنت محدثاً قوماً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة "( ابن القيم ـ روضة المحبين) ،
و / مراعاة استعداد المتعلمين ونشاطهم لتلقي العلم :
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كانr يتخولنا الموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا "( البخاري 682) .
ز / التعرف على قدرات المعلمين وإدراكهم العقلي :
يقول r : ( أرحم أمتي بأمتي أبو بكر ، وأشدهم في أمر الله عمر ، وأصدقهم حياء عثمان ، وأقرأهم لكتاب الله أبي بن كعب ، وافرضهم زيد بن ثابت ، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ، ولكل أمة أمين ، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة عامر بن الجراح " ( البخاري ـ 3760)