كُتب : [ 09-11-2012 - 03:34 PM ]
[align=center][tabletext="width:90%;background-image:url('http://www.islamicteacher.org/backgrounds/2.gif');background-color:seagreen;border:3px ridge green;"][cell="filter:;"][align=center] ....على الأب العاقل أن يسعى جاهداً لتزويج بناته إذا جاءه الرجل العاقل الطيب ، والذي ليس لديه مخالفات شرعية ، فعلى الأب أن يسارع في مثل هذه الحالة لتزويج بناته ، ولو كن في المتوسطة مثلاً ، فالزواج ليس عائقاً عن إكمال الدراسة ، ولهم أن يشترطوا ذلك في عقد النكاح ، وهكذا نقضي على العنوسة ، ونجتث أسبابها ، وننهي معاناة الشباب والشابات . كلمة حق أريد بها باطل : ما هي هذه الكلمة ؟ هي قول الأب : ما تقدم لها أحد ، فتجلس حتى يأتيها نصيبها . كلمة حق ما جاءها من يخطبها ، لكن أتبقى البنت عانساً ، ألا تبحث لها أنت عن زوج ، يا أخي : اخطب لبنتك ، قبل ولدك . أما علم الوالد أن البحث عن زوج لابنته هو من أسباب رزقها . وقاصمة الظهر أن بعض الآباء إذا قيل له : أخطب لابنتك ، أبحث لها عن زوج ، فإنه يغضب عليك ، ويستغرب سؤالك ، ويقول : أنا أخطب لابنتي ، أنا أبحث لها عن زوج . هذا التصرف عيب ، ماذا يقول الناس عني " هذا لا يريد ابنته ، وهي رخيصة عنده ، يريد التخلص منها ، يريد أن يهديها للأزواج ، وغير ذلك من الكلمات " . وما علم ذلك الأب ، أنه لو بحث لابنته عن خاطب كفء لها ، فهو خير له عند ربه ، ورفعة له عند الناس ، وهو بذلك يستر ابنته ، ويحافظ عليها ، لتكوين بيت مسلم ، وأسرة طيبة ، وسوف لن تنسى لأبيها هذا الجميل ما بقيت حية ، وكذلك زوجها ، وأهل الخير من الناس ، سوف يكون هذا الأب مضرب المثل في الأب الفاضل ، الذي يبحث عن صون لابنته من أن تتقاذفها الأهواء والرغبات ، وصديقات السوء ، غذ ربما وقعت في الرذيلة ، بسبب تعنت الأب وعدم تزويجها . ....بعض الفتيات ربما وقعت ضحية للذئاب البشرية ، ولم ينل منها شيئاً غير صورة ، ثم يبدأ بالمساومة والتهديد ، وابتزاز الفتاة بين الحين والآخر ، ومن خوفها لا تستطيع إخبار أهلها أو ذويها بذلك ، وهذا خطر شنيع ، فلا تقبل بأي خاطب خوفاً من الفضيحة ، وأنني أقول على كل فتاة أن تحفظ عفافها وحياءها وكبرياءها ، والحذر من كل كلام معسول ، يلقيه عليها دعي مأفون من المفسدين في الأرض ، واللاعبين بالأعراض ، ومن وقعت في هذا الفخ والشرك ، فعليها أن تبادر بإبلاغ رجال الهيئة والحسبة ، فهم الرجال الفضلاء ، كتمة الأسرار ، ومسدلوا الستار ، ومهما قلت في حقهم فلن أوفيهم شيئاً ، فأقول على كل فتاة وقعت ضحية لمثل هذه الأفعال الإجرامية ، أن تلجأ بعد الله تعالى لرجال الحسبة ، فهم أعرف الناس بكيفية إنقاذ الفتاة من براثن لصوص الشرف والفضيلة . وربما أدى مثل ذلك الأمر ، وابتزاز هذا المجرم للفتاة ، وتهديدها بالصور أو اللقطات إلى تأخرها في الزوج خشية الفضيحة والعار ، فيفوتها فعلاً قطار الزواج ، وتصبح من العوانس . كلمة للآباء والأولياء : العضل من المخالفات الشرعية الشائعة في وقتنا الحاضر، وهو منع المرأة من التزوج بكفئها إذا رغب كل منهما في ذلك . لقد جاء الإسلام آمراً بتيسير الزواج ، حاضاً على تسهيل سبله ، قال الله تعالى : { وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [ النور 32 ] ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ "[ متفق عليه ] ، وقال عليه الصلاة والسلام : " النِّكَاحُ مِنْ سُنَّتِي فَمَنْ لَمْ يَعْمَلْ بِسُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي وَتَزَوَّجُوا فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الْأُمَمَ وَمَنْ كَانَ ذَا طَوْلٍ فَلْيَنْكِحْ وَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَعَلَيْهِ بِالصِّيَامِ فَإِنَّ الصَّوْمَ لَهُ وِجَاءٌ " [ رواه ابن ماجة ] . وفي عضل النساء ما لله به عليم من حقد البنت على أهلها ، لظلمهم لها ، وتجاهلهم لمشاعرها، ورغبتها في تكوين عالمها الخاص بها ، والعيش في ظلال الزوجية الوارفة ، فكم من رجل دعت عليه ابنته بدل أن تدعو له ، وكم من بنت تكن لأبيها بغضاً وكرهاً بدل الحب والاحترام ، وما ذاك إلا لظلمه لها ، وعضلها عن الزواج ، والوقوف حائلاً بينها وبين الحياة ، في ظل حياة أسرية لها فيها بعل وأبناء ، نص الله على أنهم زينة الحياة الدنيا . وتأمل المفارقة في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن ، فبينما تجد الناس اليوم يؤخرون الزواج ويعضلون البنات بحجج واهية ، كان للسلف في عصور العفة والحياء شأن آخر ، فقد حرص السلف الصالح رضوان الله عليهم على تزويج بناتهم ، حرصاً منهم على الاطمئنان عليهن ، بإدخالهن عالم الزوجية السعيد ، فهذا عمر رضي الله عنه لما مات زوج حفصة رضي الله عنها ، عرضها على أبى بكر ، فلم يرجع إليه أبو بكر كلمة ، فغضب من ذلك ، ثم عرضها على عثمان حين ماتت رقية ، فقال : ما أريد أن أتزوج اليوم ، فانطلق عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكا إليه عثمان وأخبره بعرض حفصة عليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تتزوج حفصة خيراً من عثمان " . وقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم من زوج بناته بعد أن رباهن على محاسن الأخلاق وأدبهن بآداب الإسلام بالجنة ، فأي نعيم يعدل نعيم الجنة ، وأي سبب يحول بين الرجل وبين جعل بناته جسراً له إلى الجنة ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ عَالَ ثَلَاثَ بَنَاتٍ فَأَدَّبَهُنَّ وَزَوَّجَهُنَّ وَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ فَلَهُ الْجَنَّةُ " [ رواه أبو داود ] . أيها الأب الكريم ، أيها الولي اتق الله تعالى فيمن ولاك الله أمرهن من النساء ، واعلم أن العضل ومنعهن من الزواج ، يحرمك من هذا الفضل العظيم ، فاختر لنفسك ، فأنت المخير بين تزويج بناتك ، فيسعدن في الدنيا ، وتسعد بهن في الدنيا والآخرة ، وبين عضلهن فيتعسن في الدنيا ، وتشقى بظلمهن في الدنيا والآخرة . كلمة للفتاة : أوجه هذه الكلمة للفتاة ، إذا وجدت جحوداً من أبيها ، ونكراناً وعقوقاً من ولي أمرها ، بأن تتق الله ولا تنساق وراء أصحاب الشر والفساد ، بل تصبر على طاعة ربها ولها الجنة ، فالصبر مفتاح الفرج ، ومع العسر يسراً ، ولن يغلب عسراً يسرين ، فأوصيك يا أخية بتقوى رب البرية ، وإياك والانجراف في كهوف مظلمة ، وسراديب مدلهمة ، إن دخلتها فلن تخرجي منها سالمة . وإذا وجدت جفوة من والدك ، ووقف حجر عثرة في طريق زواجك ، فعليك بالتضرع إلى الله والدعاء بإخلاص وصدق ، ولسوف تجدين الفرج ، والإجابة منه سبحانه ، فهو القائل عز وجل : { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } [ غافر60 ] . فالله وعد على الدعاء بالإجابة ، ولن يخلف الله وعده . ثم عليك بتوسيط أهل الخير والصلاح من أهلك وأقربائك ، لاسيما والدتك وإخوانك وأعمامك وأخوالك ، ثم التوسط بأهل الخير من الحي ، وأهل العلم كإمام المسجد والخطيب والدعاة ، وهكذا سنفرج الأمر بإذن الله تعالى . وإذا لم يجد الأمر فارفعي أمرك إلى القضاء فهناك الحل بتوفيق الله وتسديده ، فكم من فتاة حًلت عقدتها عن طريق المحاكم ، أو رجال الهيئات ، فثقي بنصر الله لك ، وفتحه عليك ، والله معك يراك ويرعاك ، لاسيما وأنت تطالبين بأعظم حقوقك على أبيك ، وهو تزويجك بالرجل المناسب صاحب الدين والخلق . [/align][/cell][/tabletext][/align]