![]() |
عجبا لامر المؤمن ؟؟؟
قال من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم : عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له . رواه مسلم . وعند الإمام أحمد عن صهيب رضي الله عنه قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد مع أصحابه إذ ضحك ، فقال : ألا تسألوني مم أضحك ؟ قالوا : يا رسول الله ومم تضحك ؟ قال : عجبت لأمر المؤمن إن أمره كله خير ؛ إن أصابه ما يحب حمد الله ، وكان له خير ، وإن أصابه ما يكره فَصَبَر كان له خير ، وليس كل أحد أمره كله له خير إلا المؤمن . تأمّــل : أحد السلف كان أقرع الرأس ، أبرص البدن ، أعمى العينين ، مشلول القدمين واليدين ، وكان يقول : "الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً ممن خلق وفضلني تفضيلاً " فَمَرّ بِهِ رجل فقال له : مِمَّ عافاك ؟ أعمى وأبرص وأقرع ومشلول . فَمِمَّ عافاك ؟ فقال : ويحك يا رجل ! جَعَلَ لي لساناً ذاكراً ، وقلباً شاكراً ، وبَدَناً على البلاء صابراً ! سبحان الله أما إنه أُعطي أوسع عطاء قال عليه الصلاة والسلام : من يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله ، ومن يتصبر يصبره الله ، وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر . رواه البخاري ومسلم . وعنوان السعادة في ثلاث : • مَن إذا أُعطي شكر • وإذا ابتُلي صبر • وإذا أذنب استغفر وحق التقوى في ثلاث : • أن يُطاع فلا يُعصى • وأن يُذكر فلا يُنسى • وأن يُشكر فلا يُكفر .. كما قال ابن مسعود رضي الله عنه . فالمؤمن يتقلّب بين مقام الشكر على النعماء ، وبين مقام الصبر على البلاء . فيعلم علم يقين أنه لا اختيار له مع اختيار مولاه وسيّده ومالكه سبحانه وتعالى . فيتقلّب في البلاء كما يتقلّب في النعماء وهو مع ذلك يعلم أنه ما مِن شدّة إلا وسوف تزول ، وما من حزن إلا ويعقبه فرح ، وأن مع العسر يسرا ، وأنه لن يغلب عسر يُسرين . فلا حزن يدوم ولا سرور = ولا بؤس يدوم ولا شقاء فالمؤمن يرى المنح في طيّـات المحنويرى تباشير الفجر من خلال حُلكة الليل ! ويرى في الصفحة السوداء نُقطة بيضاء وفي سُمّ الحية ترياق ! وفي لدغة العقرب طرداً للسموم ! ولسان حاله : مسلمٌ يا صعاب لن تقهريني = صارمي قاطع وعزمي حديد ! ينظر في الأفق فلا يرى إلا تباشير النصر رغم تكالب الأعداء وينظر في جثث القتلى فيرى الدمّ نوراً ويشمّ رائحة الجنة دون مقتله ويرى القتل فــوزاً قال حرام بن ملحان رضي الله عنه لما طُعن : فُـزت وربّ الكعبة ! كما في الصحيحين عندها تساءل الكافر الذي قتله غدرا : وأي فوز يفوزه وأنا أقتله ؟! هو رأى ما لم تـرَ ونظر إلى ما لم تنظر وأمّـل ما لم تؤمِّـل المؤمن إن جاءه ما يسرّه سُـرّ فحمد الله وإن توالت عليه أسباب الفرح فرِح من غير بطـر يخشى من ترادف النِّعم أن يكون استدراجا ومن تتابع الْمِنَن أن تكون طيباته عُجِّلت له أُتِـيَ الرحمن بن عوف رضي الله عنه بطعام وكان صائما ، فقال : قُتل مصعب بن عمير وهو خير مني كُفن في بردة إن غطي رأسه بدت رجلاه ، وإن غطي رجلاه بدا رأسه ، وقتل حمزة وهو خير مني ، ثم بُسط لنا من الدنيا ما بسط - أو قال - أعطينا من الدنيا ما أعطينا ، وقد خشينا أن تكون حسناتنا عُجِّلت لنا ، ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام . رواه البخاري . إن أُنعِم عليه بنعمة علِم أنها محض مِـنّـة يعلم أنه ما رُزق بسبب خبرته ، ولا لقوة حيلته فمن ظن أن الرزق يأتي بقوّة = ما أكل العصفور شيئا مع النّسر ! قال الإمام الشافعي رحمه الله : لو كان بالحِيَل الغنى لوجدتني = بأجلِّ أسباب اليسار تعلّقي والمؤمن إذا أصابه خيرٌ شكره ، ونسب النّعمة إلى مُسديها ، ولم يقل كما قال الجاحد : ( إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي ) لكن مَن رُزق الحِجا حُرم الغنى = ضدّان مفترقان أي تفرّق أو كما يقول المغرور : ( إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ) ! فالمؤمن في كل أحواله يتدرّج في مراتب العبودية بين صبر على البلاء وشكر للنعماء قال شيخ الإسلام ابن تيمية : العبد دائما بين نعمة من الله يحتاج فيها الى شكر ، وذنب منه يحتاج فيه الى الاستغفار ، وكل من هذين من الأمور اللازمة للعبد دائما ، فإنه لايزال يتقلب فى نعم الله وآلائه ، ولا يزال محتاجا الى التوبة والاستغفار . اهـ . فالعبد يعلم أنه عبدٌ على الحقيقة ، ويعلم بأنه عبدٌ لله ، والعبد لا يعترض على سيّده ومولاه . واعلم بأنك عبدٌ لا فِكاك له = والعبد ليس على مولاه يعترضُ أجمل ما قيل فى الصبر قول الله تعالى {استعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين} وقول النبي صلى الله علية وسلم (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له )مسلم ألا بالصبر تبلغ ما تريد ** وبالتقوى يلين لك الحديد http://www.al-wed.com/pic/6338.gif عليك بإظهار التجلد للعدا ولا تظهرن منك الذبول فتحقرا أما تنظر الريحان يشمم ناظرا ويطرح في البيدا إذا ما تغيرا http://www.al-wed.com/pic/6338.gif الدهر أدبني والصبر رباني والقوت أقنعني واليأس أغناني وحنكتني من الأيام تجربة حتى نهيت الذي قد كان ينهاني http://www.al-wed.com/pic/6338.gif إذا ما أتاك الدهر يوما بنكبة فافرغ لها صبرا وسع لها صدرا فإن تصاريف الزمان عجيبة فيوما ترى يسرا ويوما ترى عسرا http://www.al-wed.com/pic/6338.gif ما أحسن الصبر في الدنيا وأجمله عند الإله وانجاه من الجزع من شد بالصبر كفا عند مؤلمة ألوت يداه بحبل غير منقطع http://www.al-wed.com/pic/6338.gif يا صاحب الهم إن الهم منفرج أبشر بخير فإن الفارج الله اليأس يقطع أحيانا بصاحبه لا تيأسن فإن الكافي الله الله يحدث بعد العسر ميسرة لا تجزعن فإن القاسم الله إذا بليت فثق بالله وارضَ به إن الذي يكشف البلوى هو الله والله مالك غير الله من أحد فحسبك الله في كلٍ لك الله http://www.al-wed.com/pic/6338.gif تنكر لي دهري ولم يدر أني أعز وأحداث الزمان تهون فبات يريني الخطب كيف اعتداؤه وبت أريه الصبر كيف يكون http://www.al-wed.com/pic/6338.gif كن حليماً إذا بليت بغيظ وصبوراً إذا أتك مصيبة فالليالي من الزمان حبالى مثقلات يلدن كل عجيبة http://www.al-wed.com/pic/6338.gif وإذا مسك الزمان بضر عظمت دونها الخطوب وجلت وأت بعده نوائب أخرى سئمت نفسك الحياة وملت فاصبر وانتظر بلوغ الأماني فالرزايا إذا توالت تولت http://www.al-wed.com/pic/6338.gif ومالي لا ألقى زماني بمغدق من الفال ما استقبلت منه ومامرا فما العيش لولا الفال إلا منغص بجيش هموم كل آونة تترى والأبيات كثيرة لكني أكتفي بهذا القدر ... أرجوا الله عز وجل أن يلهمنا الصبر في الدنيا |
الحمد لله دائما وابدا الحمد لله الذي به تتم الصالحات اشكر جهدك اخي امجد مادة غنية بالفائدة والعبرة تحسب في ميزان حسناتك ان شاء الله |
|
موضوع قيم
راااائع مشكوووووور |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الكريم شكرا لك على موضوعك القيم والمتميز نفع الله به ونفعك وزادك فضلاً وعلماً .. |
|
الساعة الآن 04:33 PM |
Powered by vediovib4; Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.